في عالم كرة القدم، نرى الأندية تتغير باستمرار، فهناك من يصعد بسرعة إلى القمة، وهناك من يهيمن على البطولات لسنوات، ثم يختفي فجأة وكأنه لم يكن. بعض الأندية حفرت أسماءها في التاريخ، حصدت البطولات، أنجبت النجوم، لكن ظروفًا مختلفة جعلتها تتراجع وتغيب عن المشهد الكروي العالمي. في هذا المقال نستعرض أبرز تلك الأندية التي صنعت المجد ثم اختفت، ونحاول فهم الأسباب وراء هذا الغياب.
1. أياكس أمستردام – هولندا
يُعد أياكس أحد أعظم الأندية الأوروبية تاريخيًا، وقد تألق بشدة في السبعينات بفضل "الكرة الشاملة" بقيادة يوهان كرويف. فاز بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية (1971، 1972، 1973)، وكان مثالًا في تطوير المواهب. لكن منذ أوائل الألفية، ورغم بعض النجاحات المحلية، لم يعد ذلك الفريق الذي يرعب أوروبا، خاصة بعد ضعف المنافسة في الدوري الهولندي وهجرة النجوم إلى الخارج.
2. ليدز يونايتد – إنجلترا
كان ليدز يونايتد قوة كروية ضاربة في السبعينات، وبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1975. لكن في بداية الألفية، دخل النادي في أزمات مالية ضخمة بعد إنفاق مفرط، ما أدى إلى هبوطه للدرجة الثانية، ثم الثالثة. عاد ليدز مؤخرًا للبريميرليغ، لكنه لم يعد بقوته السابقة، ويتأرجح بين الصعود والهبوط.
3. بارما – إيطاليا
في التسعينات، لمع نجم بارما الإيطالي بفضل دعم شركة "بارمالات"، وضم لاعبين كبار مثل بوفون، كانافارو، فيرون، وكريسبو. فاز بكأس الاتحاد الأوروبي، وكأس إيطاليا، وكان دائمًا خصمًا شرسًا للعمالقة. لكن انهيار الشركة الراعية أدى إلى إفلاس النادي، وتراجع مستواه بشدة رغم محاولات العودة.
4. النجم الأحمر بلغراد – صربيا
فاز النجم الأحمر بلغراد بلقب دوري أبطال أوروبا عام 1991، وكان فخر الكرة اليوغوسلافية. لكن تفكك يوغوسلافيا، والحروب التي تلتها، أثّرت على اقتصاد البلاد، وانعكس ذلك على كرة القدم. رغم أن الفريق لا يزال ينافس محليًا، إلا أن حضوره الأوروبي أصبح باهتًا.
5. ديبورتيفو لاكورونيا – إسبانيا
من أقوى الفرق الإسبانية في بداية الألفية، فاز بالليغا موسم 1999-2000، وبلغ نصف نهائي دوري الأبطال 2004. كان يمتلك مجموعة مميزة من اللاعبين مثل فاليرون ودييغو تريستان. اليوم، ديبورتيفو ينافس في الدرجة الثالثة الإسبانية، بعد سلسلة من الإخفاقات الإدارية والمالية.
6. سانت إيتيان – فرنسا
نادي سانت إيتيان الفرنسي هو الأكثر تتويجًا بالدوري الفرنسي (10 مرات بالتساوي مع باريس سان جيرمان)، وكان قوة ضاربة في السبعينات. لعب نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1976. لكنه تراجع بشكل كبير، وهبط للدرجة الثانية، وأصبح بعيدًا عن دائرة الأضواء.
7. هامبورغ – ألمانيا
فاز نادي هامبورغ بدوري أبطال أوروبا عام 1983، وكان من الكبار في ألمانيا. لكن النادي هبط لأول مرة في تاريخه عام 2018، ورغم محاولات العودة، لا يزال في الدرجة الثانية. وتُعتبر قصته مثالًا على تراجع الكبار في ظل تغيّر السياسات الإدارية.
8. ريفر بليت – الأرجنتين (هبوط مؤقت)
رغم كونه أحد أعظم الأندية في أمريكا الجنوبية، فاجأ ريفر بليت العالم بهبوطه التاريخي عام 2011 للدرجة الثانية. لكنه سرعان ما عاد بقوة، وفاز بعدة ألقاب قارية، ليكون مثالًا على أن الكبار قد يسقطون ولكن بإمكانهم النهوض مجددًا.
لماذا تختفي الأندية الكبيرة؟
هناك عدة أسباب وراء اختفاء أو تراجع الأندية الكبيرة:
- أزمات مالية حادة وسوء إدارة.
- رحيل النجوم دون تعويض مناسب.
- ضعف الاستثمار في البنية التحتية والمواهب الشابة.
- تغير أنظمة البطولات وزيادة هيمنة الأندية الغنية.
ومع ذلك، تبقى العودة دائمًا ممكنة حينما تتوفر الإرادة والقيادة السليمة.
خاتمة
كرة القدم مليئة بالدروس والعبر، فما بين المجد والانحدار، لا ضمان لأي نادٍ أن يبقى في القمة للأبد. الجماهير لا تنسى تاريخ أنديتها، وتظل تتمنى عودتها. واليوم، في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية، تحتاج تلك الأندية إلى إعادة البناء من جديد، حتى تستعيد أمجادها المفقودة.
المصادر: