ياسين بونو… من الظل إلى المجد العالمي
مقدمة: من كندا إلى قلوب العرب
في عالم كرة القدم، من النادر أن تجد لاعبًا يكتب اسمه في التاريخ ليس بقدمه، بل بيديه! ياسين بونو، الحارس المغربي الذي وُلد في كندا، اختار أن يسير عكس التيار... ليمثل بلد أجداده، المغرب، ويبدأ رحلة مدهشة من الصمت إلى الصراخ فرحًا في الملاعب العالمية.
البداية: حلم شاب من الوداد
وُلد بونو في مونتريال عام 1991، وعاد صغيرًا إلى المغرب. هناك، بدأ رحلته الكروية من بوابة نادي الوداد البيضاوي، أحد أعرق الأندية المغربية. في بداياته، كان مجرد حارس احتياطي لا يحظى بالكثير من الفرص، لكن عينه كانت دومًا على القمة.
المحطة الإسبانية: صبر وراء الأضواء
بعد عدة مواسم، جذب أنظار كشافي الأندية الأوروبية، لينتقل إلى إسبانيا وينضم إلى صفوف أتلتيكو مدريد. ورغم أن الأضواء لم تسلط عليه، ظل يعمل بصمت مع فرق مثل ريال سرقسطة وجيرونا، حيث تطوّر مستواه تدريجيًا. كانت السنوات تمر، وبونو ينتظر لحظته التي لم تأتِ سريعًا.
الانفجار مع إشبيلية
في عام 2019، انضم إلى إشبيلية الإسباني، حيث بدأت مسيرته في التحول. في الدوري الأوروبي 2020، قدّم أداءً استثنائيًا، ووقف سدًا منيعًا أمام أقوى الفرق الأوروبية، مساهماً في تتويج فريقه بالبطولة. حاز على جائزة أفضل حارس، وأصبح اسمه يتردد في الصحف الكبرى.
مونديال قطر… المجد الأبدي
جاءت لحظة المجد الأكبر في كأس العالم 2022 بقطر، حين مثل منتخب المغرب في أكبر محفل كروي. لم يتوقع أحد أن تصل المغرب بعيدًا، لكن بونو وزملاءه قلبوا التوقعات رأسًا على عقب. تصديات خرافية ضد بلجيكا، ثم ملحمة ضربات الجزاء ضد إسبانيا، حيث تصدى لركلتين بكل ثقة وهدوء، ثم الأداء البطولي أمام البرتغال. تأهل المغرب إلى نصف النهائي كأول منتخب عربي وأفريقي يصل إلى هذا الإنجاز، وبونو كان من أبرز أبطاله.
رمز للأمل والتواضع
ما جعل بونو محبوبًا ليس فقط تصدياته، بل شخصيته الهادئة وابتسامته الخجولة. لم يتغير رغم كل النجاحات، وظل قريبًا من الناس، حريصًا على تمثيل بلده بأفضل شكل. صار قدوة للشباب العربي، ودليلاً حيًا على أن الإصرار يؤتي ثماره مهما طال الطريق.
الاحتراف في السعودية
في عام 2023، قرر بونو خوض تجربة جديدة في الملاعب السعودية، وانضم إلى نادي الهلال، أحد أكبر الأندية في آسيا. استقبله الجمهور بحفاوة، واستمر في تقديم أداء ثابت، ليبرهن أن الحارس الجيد يبقى نجمًا أينما ذهب.
خاتمة: بونو… الحارس الذي ألهم العالم
من طفل مغربي إلى أيقونة عالمية، كانت رحلة بونو مزيجًا من العزيمة والهدوء والتحدي. حارس جعل من الشباك جدارًا لا يُخترق، وجعل من قصته مصدر إلهام لكل من ظن أن الأمل مستحيل. ياسين بونو… اسم سيبقى محفورًا في ذاكرة الكرة العربية والعالمية.
الصورة من Wikimedia Commons – مرخصة بموجب CC BY-SA 4.0
افضل حارس والله بونو
ردحذف