من الرعب إلى المجد القصة التي لم ترو عن لوكا مودريتش

لوكا مودريتش… من الحرب إلى المجد

الولادة وسط النيران

وُلد لوكا مودريتش عام 1985 في قرية صغيرة تسمى "مودريشي" بكرواتيا، في ظل أجواء الحرب التي مزقت يوغوسلافيا السابقة. عاش طفولته محاطًا بالخوف، فكان صوت الرصاص جزءًا من حياته اليومية، واضطر للهروب من قريته بعد مقتل جده، والعيش لاجئًا مع أسرته في فنادق مدمّرة.

الكرة طوق النجاة

رغم صعوبة الحياة، لم يفقد مودريتش شغفه بكرة القدم. كان يحمل الكرة معه أينما ذهب، ويتدرب في مواقف السيارات أو الساحات المهجورة. هذا العناد والإصرار جعله ينضم إلى أكاديمية دينامو زغرب، وهناك بدأت تتشكل ملامح نجم المستقبل.

البداية من الأسفل

لم يحصل لوكا على المجد سريعًا، بل أُعير إلى أندية صغيرة في البوسنة مثل "زيلجيزنيكار"، حيث خاض مباريات قاسية ضد خصوم أقوياء، لكن هذا ما صقله كلاعب وسط محارب. عاد بعدها إلى دينامو زغرب وأثبت نفسه بسرعة، ليصبح أحد أبرز المواهب في كرواتيا.

رحلة التألق الأوروبي

في 2008، انتقل إلى توتنهام هوتسبر الإنجليزي مقابل 16.5 مليون جنيه إسترليني. ورغم بداية صعبة، أثبت نفسه في الدوري الأقوى عالميًا، وأصبح محرك الفريق بتمريراته الذكية ورؤيته الرائعة. ثم جاء الحلم الكبير: الانتقال إلى ريال مدريد عام 2012.

من التشكيك إلى الأسطورية

حين وصل إلى ريال مدريد، واجه لوكا انتقادات حادة، حتى أن صحيفة "ماركا" وصفته بأسوأ صفقة في الموسم. لكن بصبره وأداءه المذهل، قلب المعادلة وأصبح أحد أعظم لاعبي خط الوسط في تاريخ النادي، وساهم في التتويج بـ 5 بطولات دوري أبطال أوروبا.

كرواتيا… قلبه النابض

لم يكن نجاحه مع النادي كافيًا، فقد قاد منتخب كرواتيا في مونديال 2018 إلى النهائي لأول مرة في تاريخه، متغلبًا على فرق عملاقة، وحاز على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في البطولة، ثم نال في نفس العام الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم.

شخصية متواضعة وإنسان ملهم

بعيدًا عن الملاعب، يُعرف مودريتش بتواضعه وهدوئه، فهو لم ينسَ أبدًا ماضيه المؤلم، ويشارك دائمًا في مبادرات لدعم الأطفال المتضررين من الحروب. قصته ألهمت الملايين حول العالم، وأثبتت أن النجاح لا يولد في الراحة، بل في مواجهة التحديات.

الخاتمة

من طفل لاجئ يركض هاربًا من الحرب إلى نجم عالمي يركض خلف المجد… لوكا مودريتش هو أكثر من مجرد لاعب كرة قدم، إنه رمز للصمود والأمل والطموح الذي لا ينكسر. تاريخه لا يُقاس فقط بعدد البطولات، بل بقدر ما ألهمه من قلوب وعقول.

📷 الصورة من: Wikimedia – مرخّصة تحت: CC BY-SA 3.0
✍️ تصميم المقال: مدونة Sport Now