Sport Now

Sport Now

سبورت ناو ـ منصة فريدة تقدم لك قصص وحكايات لاعبي الرياضة بالإضافة إلى اخر أخبار المباريات والتحليلات الشيقة من عالم كرة القدم اكتشف الجانب الانساني وراء النجوم وكن على اطلاع دائم بكل جديد

إعلان الرئيسية

أسرار تطور الكرة الحديثة: كيف تغيّرت خطط اللعب في السنوات الأخيرة؟

مقدمة

لم تعد كرة القدم كما كانت قبل عقد أو اثنين. تطوّرت اللعبة بشكل مذهل على جميع المستويات: بدنيًا، ذهنيًا، وتكتيكيًا. ما كان يُعتبر ثورة في الماضي، أصبح اليوم قاعدة أساسية في التدريبات والخطط. في هذا المقال، نكشف كيف تغيّرت خطط اللعب، ولماذا أصبحت الفرق تعتمد على فلسفات جديدة تعتمد على السرعة، الضغط، والتحوّل السريع.

من التكتلات الدفاعية إلى الضغط العالي

في الماضي، كانت الفرق الدفاعية تعتمد على إغلاق المساحات واللعب على الهجمات المرتدة، وهو ما اشتهرت به فرق مثل إيطاليا واليونان. أما الآن، فباتت فلسفة الضغط العالي “High Pressing” هي السائدة. هذه الخطة تقوم على افتكاك الكرة من مناطق الخصم، وإجبارهم على ارتكاب الأخطاء في بناء اللعب.

فرق مثل ليفربول تحت قيادة يورغن كلوب، ومانشستر سيتي مع غوارديولا، رفعت من قيمة الضغط الجماعي كأسلوب أساسي للسيطرة على المباريات منذ الدقائق الأولى.

التحول السريع من الدفاع للهجوم

واحد من أبرز مفاتيح النجاح في الكرة الحديثة هو ما يُعرف بـ "الترانزشن"، أي التحول السريع من الدفاع للهجوم والعكس. أصبح على اللاعبين التفكير بسرعة، والتحرك بذكاء لتقليص المساحات أو استغلالها.

ألمانيا في كأس العالم 2014 كانت خير مثال على ذلك، حيث قدّمت كرة سريعة ومباشرة، تسببت في تمزيق خطوط الفرق المنافسة.

صعود دور اللاعبين المتعددي المهام

في السابق، كان لكل لاعب مهمة محددة. أما اليوم، فإن المدرب الحديث يفضل اللاعب الذي يمكنه أداء أكثر من دور داخل الملعب. أصبح الظهير مطالبًا بصناعة اللعب، والمهاجم بالمساهمة في الدفاع.

مثال على ذلك هو جوشوا كيميتش في بايرن ميونخ، الذي يمكنه اللعب كظهير أو لاعب وسط بنفس الكفاءة. وكذلك تياجو ألكانتارا الذي يربط الدفاع بالهجوم عبر التمريرات الدقيقة والحركة الذكية.

التكنولوجيا تُغيّر أسلوب التحليل والتكتيك

لا يمكن الحديث عن تطور الكرة دون الإشارة إلى التكنولوجيا. من أدوات تحليل الأداء، إلى الـ VAR، ومن الساعات الذكية إلى أجهزة تتبع اللياقة. كل هذه التقنيات أعطت للمدربين أدوات لفهم الفريق والخصم بشكل أعمق.

أصبح بالإمكان معرفة عدد الكيلومترات التي يقطعها اللاعب، وسرعته، ومستوى لياقته طوال المباراة. وهذا ساهم في ضبط الخطط وتوجيه اللاعبين بشكل أدق.

الاستحواذ لم يعد هدفًا بل وسيلة

كانت فلسفة "الاستحواذ من أجل الاستحواذ" سائدة في مطلع الألفية، خاصة مع برشلونة غوارديولا. لكن اليوم، تغيّرت الأمور. أصبحت الفرق تبحث عن "الاستحواذ المؤثر" الذي يُترجم إلى فرص تهديفية.

الفرق مثل ريال مدريد أو مانشستر يونايتد لا تهتم كثيرًا بنسبة الاستحواذ، بل بالفاعلية أمام المرمى. فالمهم هو كيفية استخدام الكرة، لا مدة الاحتفاظ بها.

خاتمة

الكرة الحديثة عالم متجدد لا يعرف الجمود. ما يُعد اليوم تكتيكًا ثوريًا، قد يصبح غدًا أساسيًا لكل فريق. ومع تطور اللاعبين والمدربين، وازدياد استخدام التحليلات، تبدو اللعبة في طريقها نحو مزيد من الذكاء والتنوع.

فهل سنرى خلال السنوات القادمة خططًا أكثر جنونًا؟ أم أن الذكاء الاصطناعي سيكون المدرب القادم؟ الزمن فقط كفيل بالإجابة.

المصدر: تحليل عام بناءً على تطورات اللعبة وتقارير فنية لأندية أوروبية (2022-2025).

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق